مقالات وأراء

’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق … الرقمنة بين المنع والشيوع

د سامح توفيق

يُصدم المجتمع الإقتصادي بين الحين والآخر بصدور تحذيرات من سيادة الرقمنة الإلكترونية علي حياة الناس والتي تعكس مدي خوف رجال الأجيال القديمة من استخدام أساليب الرقمنة الإلكترونية واعتقادهم أنها من الشرور المستحدثة والتي لها أضرار يجب الإحتراز منها، لإنها  تضعُ خصوصيَّةَ الأُسَرِ وكرامة أطفالهم فى مَهَبِّ الريحِ، حتى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” صرحت بأنَّه “لا يوجد طفلٌ بمأمنٍ من المخاطرِ على شبكة الإنترنت، كما صدرت دعاوى تحذر من خطورة كوارث البيئة الإلكترونية.. وتدعو للربط بين التقدم العلمى والدين، منها .. إنه لا يوجد أدنَى شك فى أنَّ الثورةَ التقنيةَ الرقميةَ لن تتوقَّف عن تطور يختلطُ فيه النافع بالضَّار، والمصلحةُ بالمفسدة.. والمدهش أن مثل هذه التحذيرات والدعاوى تصلنا عبر وسائل رقمية إلكترونية وهي مواقع الأخبار الإلكترونية … ما الذي يدعو رجال الحرس القديم إلي التحذير من شيوع الرقمنة في حياتنا ولماذا يخافون علي رعاياهم منها ؟…

يُقصَد بالرقمنة تطبيق تقنيات التحول الرقمي، والإنتقال بالخدمات التي تقدمها القطاعات الحكومية إلى نموذج عمل مبتكر يعتمد على التقنيات الرقمية. ولاشك أن الحكومة تسعي وتعمل بجد في نشر وإتاحة وسائل الدفع الإلكتروني للمواطنين عملا علي شيوع استخدام الرقمنة في حياتنا، لما في ذلك من فوائد تعود علي مستخدمها وعلى الدولة في نفس الوقت. فنجد الحكومة تسعى نحو التحول الرقمى، حيث لديها خطة لتقديم الخدمات الحكومية من خلال منظومة رقمية بداية من محافظة بورسعيد، حيث يستفيد مليون مواطن من رقمنة كل الخدمات تباعا تمهيدا للإنطلاق لبقية المحافظات.

أن الرقمنة تساعد على تحقيق الحوكمة وترشيد النفقات، وجدير بالذكر أن أبرز مشروعات التحول الرقمى التى تنفذها وزارة الإتصالات، هو التعاون مع وزارة الصحة فى مشروع تطوير منظومة التأمين الصحى .

توفر الرقمنة كثيرا من الجهد والمال بشكل كبير، كما أن لها مميزات كبيرة في تحسين كفاءة العمل والتشغيل، وتبسيط الإجراءات، وتقدم حلولا مبتكرة وبسيطة للمواطنين بعيدا عن الروتين.

لذا .. فأن التحول الرقمي لم يعد رفاهية يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي، خاصة بالنسبة للمؤسسات والهيئات التي تتعامل مباشرة مع الجماهير، والتي تسعى إلى تحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمواطنين في كل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights